روايةٌ كُتِبَت بنَفَسٍ مُكثَّف، وبشغفٍ قاتلٍ لا يلين لتفكيكِ ألغاز بؤسِ الإنسان المعاصر، على لسانِ أبطالٍ عاشقينَ للجَمَال، مقاومينَ، منبوذينَ، يؤمنونَ أنَّ الحبَّ خُلقَ ليُلغي الحدود والمسافات.
تبدأ هذه المغامرة الروائية التي بين يديك من أغنية يمنية قديمة، يسمعها الراوي في إحدى مدن الشمال الفرنسي المصفدة أثناء الحجر الصحي جراء انتشار الوباء الفاك. خيط غير مرئي يلقي بك في دوامة الأسئلة المسكونة بمصائر البشر، خاصة اللاجئين القادمين من وطن الشتات العظيم، لتمضي مع طفران اليمني وحجي الحبشي، قبل أن يلتحق بهما فرید العصفور النادر وسینديا الصحفية القادمة من المستقبل القريب؛ في عالم متهالك، هو عالم الفيروسات والجوائح المهلكة، لكنه أساسا عالم الحروب والظلم والقهر والموت المجاني.
هل قرأت يوما أن «اليمن سج تحت سماء مفتوحة»، وكيف تصبح المعمورة بأكملها كذلك؟
في «جزيرة المطففين»، يروي الكاتب الروائي حبيب عبد الرب سروري بعض أسرار ومطبات هذا العالم، يتقصى تفاصيل تجبره على النهايات التي يصنعها بيديه الحديديين، وبالتناقض ذاته بين تطوير التكنولوجي وتقهقرير الأخلاقي حد القاع.
من الكتاب:
هذا «الربُّ الأعلى» للروبوتات القاتلة هو مَنْ يراقب تصرُّفَها عن بُعد، دون تدخُّل الإنسان. هو مَنْ يحقُّ له إعطاء «الفيتو» لمنعها من قتلِ هذا أو ذاك، أو العكس: هو صاحب قرار القتل، في آخر المطاف، وإن لم تكن الروبوتات موافقةً على ذلك ...
ويستطيع ربُّ الروبوتات، لو أُلقِي القبضُ على الروبوت من عدوٍّ، يريد تسخيرَه لصالحه، أن يُوجِّهَ عن بُعد أوامرَهُ للروبوت المحاصَر بتفجير نفسِهِ، كانتحاريٍّ، في وجهِ العدوِّ مباشرة، أو بتعطيلِ نفسه كلِّيَّة!
لعلَّ اختيار ربط الروبوتات القاتلة لـ ق. ع. كلِّها بـ «قيادة عامَّة للروبوتات»، داخل القيادة العامَّة لأطلس، كان أدهى وأخطر وأذكى ما فعلتْهُ ق. ع.، بعد ألف تردُّدٍ وتردُّد حول أفضل طرائق جعل الروبوتات الذكية مستقِلَّةً تماماً عن الإنسان!
آه، هذه الكلمة: «مُستقِلَّة»! كمْ دوَّخت بِزُرَيْقَة، وفجَّرتْ غيظها في الوقت نفسه!
المؤلف: حبيب عبد الرب سروري
دار النشر: منشورات المتوسط
سنة النشر: 2022
نوع الغلاف: ورقي
عدد الصفحات: 256