جامع الكتب غريب الأطوار — DNA website Skip to content
Free Delivery, Same Day Delivery, Order by 7pm!
Free Delivery. Same Day Delivery, Order by 7pm!

جامع الكتب غريب الأطوار

JD 15.000
SKU 3006924

Notify me when back in stock

«أشكُّ أنّ الجنس البشريّ -الوحيد- على وشك الفناء، وأنَّ المكتبة ستخلد: مُنيرة، وحيدة، لانهائيّة، ساكنة تمامًا، غير مفيدة، غير قابلة للتحلّل، سريّة، ومزوّدة بمجلّداتٍ ثمينة…مَن يتخيّلون [العالم] بلا حدود، ينسون أنَّ عدد الكتبِ المُمكنة محدود. أجرؤ على الإشارة إلى هذا الحلّ للمشكلة القديمة: المكتبة غير محدودة ودوريّة. فإن عَبَرها مسافرٌ أبديّ في أيّ اتجاه، فسيتحقّقُ بعد مرور القرون أنّ نفس المجلّدات تتكرّرُ في نفس الفوضى، وتتكرّر هذه الفوضى إلى أن تصير نظامًا بحدّ ذاته، بل: النظام. ولا شيءَ يُبهجني في عُزلتي سوى هذا الأمل الرائع».
– مكتبة بابل، بورخيس

يصفُ علمُ النفس التحليليّ الرغبة بتجميع الأشياء، أكُتبًا كانت أم تُحفًا أم طوابعَ أم غيرها، أنّها عمليّةٌ شخصيّة؛ تحكمها العاطفة أكثر ممّا يحكمها العقل، وتُحرّكها دوافع نفسيّة دفينة لا يستطيع تفسيرها أحيانًا حتى مَن يجمع هذه الأشياء، تُصاحبها رغبة مُلحّة في استعراض هذه الأشياء أمام الآخرين، والاسترسال طويلًا في الحديث عنها، أو على النقيض من ذلك، قد تتجلّى رغبةُ الانزواء بهذه الأشياء والاحتفاظ بها بعيدًا عن أي خطر مُحدِق. وبصرف النظر عمّا إذا كانت هذه الأشياء ذاتَ قيمة فعليّة، فلا أحد يستطيع تثمين قيمتها الحقيقية أكثر ممّن يعمل جاهدًا على جمعها.

هكذا يُضحي كلُّ ما يُجمَع امتدادًا للشخص، أو بديلًا افتراضيًا عن الشخص ذاته أحيانًا، ممّا يبعث الإحساس بالنشوة المُتجدّدة لدى العثور على قطعة جديدة تُضاف إلى القديمة، أو يورّثُ الشعور بالخوف الشديد إن لم تكن هذه القطع مُحفوظةً بأمان. قد ينال الحرص الجادّ على جمع الأشياء استحسانًا وإعجابًا من الآخرين إلى حدّ ما، إلى أن ينقلب استهجانًا ونفورًا في الحالات التي تتطوّر فيها هذه الرغبة إلى هوسٍ مرضيّ خارجٍ عن السيطرة تمامًا.[1]

تخلق رواية «جامع الكتب غريب الأطوار»، الصادرة حديثًا للكاتب الأردنيّ عمر زكريا، من جامع الكتب عالمًا مُغايرًا لما نألفه، تتداخلُ فيه العناصرالفانتازيّة بالتراثيّة، وأساليبُ التخييل الروائيّ بالتأريخ الأدبيّ. إلا أنّ ما يلفت الأنظار إلى هذه الرواية تحديدًا هو كيف تعاوِدُ الظهور من بين أوراق النشر المستقلّ هذه المرّة،[2] خلافًا لرواية زكريّا الأولى «القرطبيّ يستيقظُ في الاسكندريّة» الصادرة عام 2021، عن منشورات ضفاف، والاختلاف، ومجاز.

في محاولة لاستعادة حقّ النشر الذاتي كبديل «أكثر تحرّرًا» من أنظمة النشر التقليدية، وإعادة تأصيل حرفة صناعة الكتاب في الوطن العربي، تأتي مبادرة المُصمّم والحروفيّ حسين الأزعط عبر تأسيس مشروع «منشورات الحرف». وقد استهلّ الأزعط مشروعه المستقلّ بصناعة وتصميم ونشر رواية عمر زكريا، طارِحًا بذلك تساؤلاتٍ عدّة عن مدى قدرة صناعة الكتاب على التعبير عن مضمونه الأدبيّ/ الروائيّ.

طموح مشروع الأزعط للنشر العربيّ المستقلّ يُجاريه، على ما يبدو، طموح الكاتب المُتمثّل في مشروعه الروائيّ الذي يسعى من خلاله إلى «تحديث» التراث العربيّ. إذ صدرت رواية زكريّا الأولى لتُحيي فلسفة القرطبيّ ابن رشد عبر صفحات المجلّات الثقافية خلال عصر «التنوير» أو ما يُدعى «بالنهضة العربية»، فيما تطمح روايته الثانية إلى إحياء تراث النثر العربيّ في العصر الوسيط، عبر وصْله مُجدّدًا بعصر «التنوير» العربيّ، أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

من عالم مكاتب النُّخبة التنويريّة العقلانيّة والجامدة الذي ابتدعه الكاتب في روايته الأولى، يُبحر عمر زكريا في روايته الجديدة إلى عالم فانتازيّ- تراثيّ خصب، تنزوي فيه التفسيرات العقلانية للفلسفة والتاريخ جانبًا، فتفسِحُ مجالًا شاسعًا أمام الخرافات والأساطير لتؤدّي دورها هي الأخرى في التفلسف والتأريخ على طريقتها الساحرة.

 

المؤلف: عمر زكريا‎‎‎‎

دار النشر: نشر خاص

2023 :سنة النشر

نوع الغلاف: ورقي

عدد الصفحات: 272

SAME DAY FREE DELIVERY
FREE EXCHANGEs
Cash & Card on Delivery
0% INTEREST INSTALLMENT PLANS
}