مقولات في فلسفة الدين على ضوء إلهيات المعرفة
جاء في الكتاب تحت عنوان "مصدر الحب الإلهي وتداعيات تأثيره" ما ينقلنا في معالجة الحب الإلهي ومعرفته من أفق الذات الإلهية التي إنما تعرفها بصفة الرحمة "الرحمن الرحيم" إلى أفق الذات الإنسانية الكاملة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي وسمته الأدبيات الإسلامية بإسم "حبيب الله" فتمام الحب الإلهي إنما يتجلّى ويعرف بذات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم...
فالحب ليس مجرد تأملات أو محض أحاسيس، إن الحب كلّ ذلك، وإضافة لذلك سلوك "اتبعوني"، إيمانيّ حياتيْ، يبدأ من القلب ويتظهّر في الجوانح والجوارح وناظم العلاقات وأول الخطو فيه يقظة تستدعي توبة، وصيّرنا إلى محبوبك من التوبة، ثم إستغراق في حب الله تعالى، واشغل قلوبنا عن كلّ ذكر، وألسنتنا بشكوك عن كلّ شكر، وجوارحنا بطاعتك عن كل طاعة، ثم إتباع معيار الرضى الإلهي والإلتزام به، وحبب اليّ ما رضيت لي ويسر لي ما أحللت بي، ثم إتباع معيار الرضا الإلهي والإلتزام به، وحبب إليّ ما رضيت لي ويسرّ لي ما أحللت بي، ثم إحساس بالإستقرار في موطن القرب الإلهي ما يكسب المرء القوة على مواجهة بلاءات الدنيا.. يا أنس كلٌّ مستوحش غريب، ويا فرج كلٌّ مكروب كئيب، وياغوث كلٌّ مخذول فريد، ويا عضد كلّ محتاج طريد، أنت الذي وسعت كلّ شيء رحمة وعلماً.
اللهم صلّ على محمد وآله وفرّغ قلبي لمحبتك واشغله بذكرك، وانعشه بخوفك وبالوجل منك، وقوّه بالرغبة إليك، وأمّله إلى طاعتك، وأجرِ به في أحبّ السبل إليك، واجعل في ما عندك رغبتي، شوقاً إلى لقائك فحينما يصبح الله تعالى هو المأوى ويُلهِبُ الحبّ الشوق إلى لقائه سبحانه، بعد أن انتعش القلب بالوجل من الله عزّ وجلّ وقوي بالرغبة إليه، فإن إحساس الأمان يزداد عند الإنسان، إذ "أنت إلهي مفزعي وملجأي والحافظ لي والذابّ عنّي، المتحنن عليّ، الرحيم بي، المتكفل برزقي، وفي قضائك كان ما حلّ بي، وبعلمك ما صرت إليه.
المؤلف: شفيق جرادي
دار النشر: معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
2015 :سنة النشر
نوع الغلاف: ورقي
عدد الصفحات: 435