تؤدي الطائرات الورقية دورًا مشابهًا جدًا للفراشات في الأدب الفلسطيني، لكن يمكن أن نضيف أن الطائرة الورقية ستكون دائمًا من صنع بطل الرواية في القصة؛ لذلك، فإن القصص التي تظهر فيها الطائرات الورقية، ستتلقى تفسيرًا ناشطًا وناقدًا أكثر من القصص التي تظهر فيها الفراشات. الطائرة الورقية تمنح الطفل دورًا فردانيًا في النضال، وصريحًا وفعالًا في تحقيق أحلامه، وتحريره من حدود الواقع الذي فُرِضَ عليه.
وآخر إمكانية مذكورة للخلاص، هي إمكانية استخدام الخيال والحيوانات الأسطورية للتعامل مع الواقع. كما ذكرت، فقد تظهر الحيوانات الأسطورية والعجائبية المختلفة في الكتب، وتساعد أبطال الكتاب على التعامل مع الواقع.
الخيول الطائرة، الجنيّات بالملابس التقليدية الفلسطينية،حتى الطيور ذات أجنحة الفراش، مذكورة في جميع الكتب المشمولة في الدراسة. لكن للإجابة عن سؤال سبب استخدام الحيوانات الأسطورية ومساهمتها، أود أن أطرح سؤالًا أوسع، وهو عن سبب استعمال الطيران والتحليق! لماذا الطيران فوق الجدار؟ لماذا بالذات استخدام السماء ملجأً؟
من ناحية عملية - من الواقع الذي نعيشه في فلسطين- نعلم جميعًا بأن حفر الأنفاق حلّ أكثر واقعية من الطيران؛ فلماذا يقدم أدب الأطفال الطيران باستمرار، متجاهلًا الحلّ الموجود بالفعل. أعتقد أن هذه هي النقطة بالضبط؛ إن أدب الأطفال لم يأت ليقدم حلولًا، أو يحلّ النزاع. يسعى أدب الأطفال لإطلاق عنان الخيال لمواجهة الواقع الصعب الذي يواجهه الطفل. يريد أدب الأطفال الفلسطيني أن يكشف الأطفال على أكبر قدر ممكن من الخيال والحيوانات الأسطورية من أجل إثارة خيالهم، حتى لا يطغى عليهم الواقع القاسي. خيال الأطفال وحرية تفكيرهم ستمنحهم فرصة للتحرر من هذا الواقع.